• الصفحة الرئيسية
  • عن هذا الموقع
  • ميتا
  • هل يجب عليك دوماً مغادرة منطقة الراحة؟ الجواب، ليس بالضرورة!

    من الشائع جداً أن من مصلحة المرء أن يغادر منطقة الراحة، وهي تلك الحدود التي اعتاد عليها وتآلف معها وصار يمارس حياته وعيشه مرتاحاً وفق ما تتيحه له، وأن استمرار قراره في هذه الحدود ليس من مصلحته، وذلك لأن ذلك يمنعه من التقدم للأمام. لكن هذا الطرح دائما يأتي في سياق التحفيز والقيام بما يسع المرء القيام به، وأحياناً يتجاوز حده ويعدو طوره حتى ليكاد ينعكس ضد ما يهدف له. وهنا يأتي الطرح المضاد المقابل الذي يجدر به أن يأخذ مكانته من التداول. وهو أن الأمر يتعلق مجدداً بالاتزان. فليس على المرء دوماً أن يختار أن يضع نفسه تحت ضغوط غير مبررة بزعم أن هذا هو الخيار الوحيد المتاح. إنما في الأمر كر وفر، فيه انحراف لقتال وتحيز لفئة.

    في مراحل الحياة نعمل للتقدم وللسمو والتزكية، واغتنام الفرص، لكن الأمر ليس كذلك دوماً، فالتوقف أحياناً والتريث والتباطؤ أحياناً في حد ذاته قيمة. من المعلوم ان مناطق الراحة يصعب مغادرتها، وقد يتخذ المرء أسباب كثيرة لتبرير مكوثه فيها، لكن من الممكن أن يكون اختيار المكوث فيها خيارً مرحلياً استراتيجياً، مناطق الراحة هي مناطق نشعر فيها بالأمان والراحة والسيطرة والقيام بما يمكننا القيام به على أكمل وجه على نحو طبيعي. وهي المكان الذي يمكننا فيه القيام بأحسن ما يمكننا ونشعر بالرضا من قيامنا بذلك.

    ويجدر بنا تجنب الخلط المنتشر بأن نخلط الشجاعة بالحسلسية المفرطة تجاه الفعل ورد الفعل. إن قيامك بمحاولة تكبير منطقة راحتك كما يشاع في وقت لست مستعداً فيه قد تكون له آثار غير مستحبة كأن تضع نفسك في وضع غير مبرر، وهنا تكون كالمنبت الذي لا أرضاُ قطع ولا ظهراً ابقى، ومناطق الراحة ليست دوماً منقطة العادي والفارغ، إنما هي حاجة لك تستحقها حتى تنطلق من جديد لو وافق ما ستفعل قيمك وأهدافك، مهما كان عكس ذلك ما يوهمك فيه سياقك الذي تعيشه في عمل وفي مجتمع وفي أسرة أو أي عمل كان.

    وحتى تحصل على أحسن ما يمكنك من مناطق راحتك في حياتك، يجدر بك أن تتعلم الاتزان مجدداً بين وقتك في منطقة الراحة ووقتك خارجها، مناطق الراحة هي أماكن نستعيد في طاقاتنا ونتجدد. مناطق الراحة هي مناطق استراتيجية تعيننا على القدرة على القيام باتخاذ مخاطر أخرى في الجياة مجدداً. الاستمرار بالمحاولة ضروري واعلم أن الوقت والاستمرارية مع الانضباطية هم جنودك وحلفاءك، ليس الضغط المستمر والاحتراق في سبيل أمر ما.

    العودة للصفحة الرئيسية