المحاولة مستمرة

 

قرأت منذ زمن ديوان شعر والت ويتمان الشهير بعنوان أوراق العشب، ثم طالعت نظرات المسيري فيه وفي وصفه للطبيعة واندماجه بها ونقده لفكرة تماهي إنسان الحداثة بها وكأنه جزء منها بمعنى أنه ليس مكرماً عنها وأنها مسخرة له وأن تلك الفكرة قد تنزلق به إلى البهيمية، وتولد في ذهني انطباعات أكثر عمقاً عنها فتلبثت أفكر في أنني أحب الطبيعة وأحن إليها في عصرنا الحديث لكنني عرفت أنني مكرم عنها بطريقة هذه هي قناعتي الأخيرة. وبعيداً عن هذه القصة، عثرت هنا على جذاذة من قصيدة ويتمان فيها معنى الاستمرار بالمحاولة، وهو شعار لا أنفك عن استعارته يومياً تقريباً. قرأتها في مقالة بمجلة الثقافة العالمية الكويتية، وعبرت عني كثيراً، فكل ما أعبر به ويعبر بي هو جزء من القصة وهو جزء من التجربة والمحاولة مستمرة وكما يقول ويتمان: المسرحية القوية مستمرة، ويمكنك المساهمة ببيت من الشعر، وبيت من الشعر هو مساهمتي العتيقة المستمرة، وعندما بحثت عن القصيدة عثرت عليها وها أنا أحاول ترجمتها.

 

 

أوّاهُ! أيا حياتي!

والت ويتمان

 

أوّاهُ! أيا حياتي! من هذه الأسئلة التي تُستعاد،

من تتابعات أفكار اللإيمان، من المدن الملئى بالحماقات،

من نفسي أبداً لا تكف عن تبكيت نفسي، (ممن هو أحمق، وأكثر زندقة؟)

من العيون التي عبثاً تتوق للنور، لمعاني الأشياء، من المعاناة التي لا تنفك تستعاد، من فقر العواقب كلها، من الحشود المتهادية البائسة التي أراها من حولي،

من الخواء والسنوات الضائعة الباقية، مع بقيتي المجدولة،

السؤال يقول، أواه يا إياي! جد حزين، يُستعاد-ما الخير في كل هذا، أواه يا إياي؟ أواه يا حياتي؟

 

جواب.

أنك لا تزال هنا-أن الحياة لا تزال والذات، أن المسرحية الكبرى ماضية، وبوسعك المساهمة ببيت من الشعر.

...

refernce:

O Me! O Life! By Walt Whitman

العودة للصفحة الرئيسية