فضائل فرانكلين الثلاث عشرة
في عشريناته، قرر فرانكلين جاهداً بالقيام بما اصطلحه تحت مسمى "الأخلاقيات المثالية". وخطط لترتيب حياته من حيث ألا يرتكب خطأ أخلاقياً. وعرف الفارق بين الفعل المصيب والخاطئ. دائما متوخي الكمال، يؤمن أن يلتزم بحرص أن يضع هذا الأمر في ذهنه، وألا يقع في فعل خاطئ. عارفاً بأنه دوما يتصرف أخلاقياً هو أمر يتطلب أكثر من مجرد العزم، لذا فقد كتب قائمة من ثلاث عشرة فضيلة أساسية":
متفقداً هذه الفضائل يومياً كان أمراً يداومه فرانكلين وهذا أمر، لكن فرانكلين كان يهمه أمر تحويل هذه المبادئ الأخلاقية حتى تكون سجية. وحتى يظفر بهذه الأمر، فقد استخدم دفتراً صغيراً. وفي كل صفحة صنع جدولاً بثلاثة عشر عمود مع الأيام والأسابيع. وباستخدام هذه المصفوفة، كان يقيم نفسه تجاه أفعاله، كان يحاسب نفسه. في كل أسبوع، يخطط لمراعاة اعتياد فضيلة محددة، ويحدد التزامه بقل أسود على الجدول. وهكذا دواليك على طول السنة. كان هدفه أن يكون كتابه دون فراغ، ففي كل خلية علامة تعني أنه التزم بالفضيلة تلك في ذلك اليوم على مدار الأسابيع. وعلى جانب هذه الممارسة، كان ينام مبكراً ويستيقظ مبكراً. التزم بالاستيقاظ في الخامسة صباحاً كل يوم، ويسأل نفسه: أي خير سأفعل اليوم؟، بعدها كان يغتسل، ويصلي، ويخطط نشاط يومه ويأكل. وكان يعمل من الثامنة حتى الظهر، ثم يأخذ فسحة من القراءة والغداء. ومن الثانية حتى السادسة بعد الظهر يستمر في العمل. ثم بعد المغرب يتناول عشاءه، ويستمتع بالموسيقى والأحاديث، ويتأمل كيف جرى يومه. ويعود إلى سريره في العاشرة مساءً. |