• الصفحة الرئيسية
  • عن هذا الموقع
  • ميتا
  •  

    ثلاث ملامح اجتمعت في ذهني وأنا أرقب غلاف الكتاب للكتابة عنه، أولها أنه كتبه محمد أسد في تاريخ موغل بالقدم، ومع هذا فهو يعبر عن تحديات الزمان المستمرة، في الصراع الخير مع غيره، وثانيها أن الترجمة للكتاب بلغته الإنجليزية قام بها شيخ جليل من بلادي درس القانون واللغات في مصر وعاش في منصبه رئيساً لشؤون الحرمين الشريفين وفي حياته زاهداً بكل شيء وهو الشيخ صالح الحصيّن (تصغير حصان)، والأخيرة من الملامح الثلاث هي نشر الكتاب عن طريق مكتبة الملك عبدالعزيز أو مكتبة الملك المؤسسة كما تسمى، وهي مكتبة أقامها الملك عبدالله رحمه الله ويتلوى العناية بها ذريته منه بعد. بعد هذا فلقد قرأت الكتاب في يوم عرفة 1446هـ وكنت اقتنيته في ذي الحجة من العام 1444هـ وقراءاتي لمحمد أسد قديمة، وانجذابي لكلامه بعد لقاء بالملك عبدالعزيز وروايته للقصة في كتابه الطريق إلى مكة ومن ثم تفاعلي مع كتابات وأدبيات عبدالوهاب المسيري في نقد الغرب، صبت مفاهيم محمد أسد التي يخاطب بها بني قومه الجدد، المسلمين، حتى قبل أن يسلم في بوتقة واحدة. وهذا الكتاب القصير، والكثيف في محتواه كنت أقرأه وأتصور لو كان عنوانه وفحواه، المسلمون على مفترق طرق، فالإسلام ذاته باقٍ بأمر الله، وهو دين الله الحق الذي شرع لعباده، ولا تزال فئة تعبد الله مسلمة له حتى تقوم الساعة، لكن المسلمين فتنتهم جحور الضِباب شرقاً وغرباً، والضعيف مولع بتقليد الغالب، والعلم بأدواته وسحره باهر وخارق، والمادة في جوهرهاً غوايتها لجسد الإنسان بعيداً عن جوهر روحه كلها سهام تفتك بعزيمته، حتى التقنية التي يفترض أن تيسر حياة الإنسان بات لها دور نشر الأكاذيب والخزعبلات سكيناً يذبح كل بقية من طمأنينة وسكينة، تجعل في عي البشر الباطن حقاً والحق باطلاً، إنها المسيح الدجال الجديد، وأتذكر كلمة محمد أسد عن ذلك للشيخ البليهد وكلمة الشيخ ابن عثيمين لنادي الطلاب الأمريكي، وهكذا. لا سبيل سوى أن نعود لثقافتنا كل في دائرته، ولا سبيل إلا لننضم للركب لا للانطباع بطباعه كأننا صورة منها، إنما حتى نرسم الطريق لأمم من حولنا ذبحها ضياع البوصلة الفكرية القيمية والروحية، ونمد لهم طوق النجاة كشركاء لنا في الإنسانية ونمنع أنفسنا ونمنعهم من الردى، ولا سبيل لذلك إلا دعوة الحق سبحانه عبر نبيه عليه الصلاة والسلام باعتدال واستسلام للحق والعدل والفضيلة لولاة أمرنا وعلماءنا.

    العودة للصفحة الرئيسية