• الصفحة الرئيسية
  • عن هذا الموقع
  • ميتا
  • محض موجة

    ما أقوم به هنا في هذه الصفحات يشبه أحياناً التنبيش في كيس ذكريات قديم، أنشغل عن هذا المكن وقتاً يطور ويقصر وفق الظروف، وأنشغل بما يهم وما لا يهم وأسأل الله العون والسداد، اليوم جئت لكتابة شيء، ورعاية الحديقة ببعض المحتوى. وتبدأ المسألة بالتنبيش في أرشيف مسودات الدروبوكس، علّني أجد ما يشفي رغبة القيام بشيء مفيد، وترك أثر محدود أو واسع، لست أدري، لكن الأكيد ألا يمضي الوقت دون إنتاجية. المفارقة هنا أنني قد أعثر مع التنبيش على أشياء لا أجد اليوم المعنى الضروري لقيامي بنشره لكنني أجرب، وأحاول وهذا هو الجوهر، القصد أن تستمر المحاولة والتجربة، أملا في الوصل والوصول.

    ما أنشره اليوم هو مقالة صغيرة في مدونة أجنبية لامرأة اسكندنافية نيويوركية تدعى رايتشل، مدونتها اسمها رايتشل تتنفس، للكاتبة اليوم جزيرة تمارس في اليوغا على نحو تجاري، وتعيش مع زوجها وابنتها وأتذكر عندما نسخت المقالة قبل أحقاب على أن أترجمها أنني ربما استمعت لبودكاست إذاعي ترعاه، في المقالة إشارة لصورة، وللعثور على الصورة عدت للرابط الذي أرفقته وقت النسخ في مكان المسودة على الوورد، لكن للأسف لا أثر، الموقع موجود نعم لكن يبدو أن الأرشيف لسبب أو لآخر ممسوح، غالباً جددت الكاتبة نفسها بعد كل هذا الوقت الطويل. على أي حال، المقالة مفيدة بعض الشيء وحاولت اختيار الكلمات بمتعة وعناية وأنا أترجم وأستكشف النص العادي. فهيا بنا.

    محض موجة

    لا يسعني أحياناً أن أصدق بأني تعرضت لكل هذا. مررت بأوقات كثيرة في حياتي شككت أنني في المكان الصحيح. وكانت هناك لحظات سوداء، أوقات ثقيلة فقدت فيها الثقة بكل شيء تماماً. مات أقرب أصدقائي ثم جدتي ثم كلبي وبعد ذلك حاولت أمي الانتحار. كل ذاك حدث في سنة واحدة. أتذكر لحظة كنت فيها أتجول بالكلاب وشعرت هذا الشوق الممض للتعمق في المحيط وعدم العودة أبداً. كنت على الساحل الشمالي وكان كله حوافاً والبحر قاتم ومضطرب. أتذكر شعوري بالرغبة في الاختفاء جيداً لأنه كان شعوراً ذات هيئة جديدة. للمرة الأولى في حياتي لم أكن متأكدة في أنني أريد المضي في هذه … الحياة. كنت حزنى وكان الشعور عميقاً للحد الذي لم أتمكن معه من رؤية كيف يمكنني تسلقه والخروج منه. كنت حزينة وحسب، كل يوم.

    خلعت حذائي ووضعت قدمي في الماء البارد. ثم نبح كلبي رينغو وأدركت، حسناً، لا يمكنني أن أموت الآن. أين ستذهب الكلاب؟ لا يوجد أي أحد ليعود بها إلى البيت. لذا عدت أدراجي نحو السيارة وقدتها عائدة. عدت للبيت وقلت لدينس “لقد هممت بالمشي خارجة باتجاه المحيط. أظن أنني أحتاج المساعدة الآن”. كان الهلق الذي رأيته في عينيه أمراً لم أرد أن أستحضره على وجه بشري آخر ما حييت. لذا. حصلت على المساعدة. في غضون خمس دقائق حضرت صديقتي روز واستلقينا على الأرض متكومين. يا روز إن ما أصابني من ألم في آخر المطاف تلاشى بما يكفي حتى أتنفس وأدرك؛ أنني لا أريد أن أموت. على الإطلاق. أريد العيش. ينبغي عليَّ أن أتعلم فحسب كيف يمكنني أتصدى مع هذه الموجات حال حضورها. كنت محتاجة لأتعلم كيف أبحر.

    عجباً. كيف مرت بضع سنوات وما زالت الأمواج تأتي. انتابتني موجة قبل لحظة مضت، قبل أن أكتب هذا الكلام. أجلس هنا مع صديقة أخرى. التقطت صورتي هذه. عندي ابنة في حياتي وهي تمنح كل شيء حدث فيما سبق معنىً. مؤلم الأمر ومعذّب … لكن بدون هذه المشاعر … لم أكن لأكون هنا. بقدمي على الرمل. أحمل حباً كبيراً إلى حد أنني لا أدري كيف يمكنني العيش دونه.

    المصدر: http://rachelbrathen.com/just-a-wave/

    العودة للصفحة الرئيسية