• الصفحة الرئيسية
  • عن هذا الموقع
  • ميتا
  • ترجمتي المتصرفة في نص فيه نصوص لطيفة

    كيف تختار مطلع القصيدة؟ (ترجمة بتصرّف)

     ينتهج الشعراء العظام مثل إي. إي. كامينغز (E.E. Cummings)، وبابلو نيرودا (Pablo Neruda)، ولانغستون هيوز (Langston Hughes)، وروبرت بيرنز (Robort Burns) أساليب شعرية مختلفة، لكنهم جميعاً يشتركون في أمر واحد: القدرة على كتابة مطلع قصيدة عصي النسيان. وكائن القصيدة -إن كان كائناً حياً- يجب أن يكون له وجه أو مطلع قادرٌ على أن يمسك بتلابيب القارئ ويظفر بانتباهه، وأن يَنفُذَ إلى صلب أغراض القصيدة، وأن يُبصِّر بأسلوب كتابة الشاعر.

     

    طيب، لماذا كان مطلع القصيدة مهما؟

    كما هو الحال مع الرواية، والقصة القصيرة، وكلام الأغنية، أو أي قطعة كتابة إبداعية، فإن أول سطر من القصيدة يجب أن يمنح القارئ باعثاً ليكمل القراءة.

    يمكن لشاعر أن يحقق هذا باستعراض صورة صادمة، أو توليفة غنية موضوعية من الألفاظ، أو استعارة لغوية غير مطروقة ضمن كلماته الأًوَل. في حالة القصائد القصصية، قد يكون غرض مطلع القصيدة أن يُقدم للقارئ شخصية ما أو أداة متعلقة بالحبكة. بغض النظر عن نوع القصيدة، مطلع القصيدة يخدم الغرض نفسه: للاستحواذ على القراء وتشجيعهم ليتموا قراءة القصيدة، وألا يتوقفوا حتى يصلوا إلى آخر شطر فيها.

     

    أحد عشر مطلعاً للشعر كمثال

    هنالك ألف طريقة مختلفة لبدء القصيدة، لكن أفضل الشعراء لديهم طريقة لجذب انتباه القارئ في مع أول الاستهلال. ها هنا بضع أمثلة على قصائد لشعراء ذائعي الصيت كتبوا مطالع قصائد قادحة على وجه التحديد، في الحقيقة، لكثير من هؤلاء الشعراء كان مطلع القصيدة بمثابة العنوان الفعلي للقصيدة (أبقيت في ترجمتي على تلك التي راقت لي).

     

    1. "هِمتُ وحيداً مثل غيمة" من قصيدة "هِمتُ وحيداً مثل غيمة (نرجس بري)" للشاعر وليم وردزورث.
    2. "لمن الأيكُ الذي أظن أني أعرفه" من قصيدة "الوقوف بالأيك في أمسية يكسوها الثلج" للشاعر روبرت فروست.
    3. "لأني ما تمكنّتُ من الوقوف للموت" من قصيدة " لأني ما تمكنّتُ من الوقوف للموت" للشاعرة إيملي ديكنسون.
    4. "كيف بوسعي أن أحبك؟ دعني أُحصي كم طريقة" من قصيدة "كيف بوسعي أن أحبك؟ (السوناتة الثالثة والأربعون)" للشاعرة إليزابيث باريت براونينغ.
    5. "هل أشبّهك بيوم صيفي؟" من "السوناتة الثامنة عشرة" للشاعر وليم شكسبير.
    6. " في غابة مصفرِّة ينفرج الطريق عن دربين" من قصيدة "الطريق غير المطروقة" للشاعر روبرت فروست.
    7. "دعنا إذن نذهب، أنا وأنت" من قصيدة "أغني حب لـ جي. ألفريد برفروك" للشاعر تي. إس. إليوت.
    8. "أيا قبطان! أيا قبطاني! إن رحلتنا الرهيبة استُكملت" من قصيدة "أيا قبطان! أيا قبطاني" للشاعر والت ويتمان.
    9. "أيا نجمة لامعة، ألا أكون وفياً مثلك" من قصيدة "أيا نجمة لامعة، ألا أكون وفياً مثلك" للشاعر جون كيتس.
    10. "أحفل بنفسي، وأًنشد نفسي" من قصيدة "أغاني من ذاتي" للشاعر والت وايتمان.

     

    أربع نصائح لتبدأ قصائدك

    من الممكن أن تغدو كتابة القصائد صعبة جداً، بالذات حينما يتعلق الأمر بكتابة مطلع قصيدة مثالي. يمثل مطلع القصيدة أول مرة يتعرض فيها القارئ لفرصة أن يرى أسلوب كتابتك أو أن يستوعب ماهية موضوع قصيدتك. ها هنا بعض النصائح الرائعة لتساعدك للتنبه نحو الطريق إلى كتابة مطلع مثالي لقصيدتك:

     

    1. راعِ شكل القصيدة.

    قبل أن تكتب المطلع، يجب أن تكون على علم بنوعية القصيدة التي تكتبها. مختلف أنواع القصائد قد يستلزم تقنيات مختلفة وأولويات عند صياغة مطلع لا ينمحي. لو كنت تكتب قصيدة هايكو، يجدر بك صرف انتباه خاص لعدد المفردات. القصيدة اللمريكية المقفاة (المترجم: اللمريكية، قصيدة خماسية فكاهية) تتطلب منك إنشاء مخطط مقفى ضمن المطلع. القصائد الحرة -وهي تلك القصائد غير المقفاة وغير الملتزمة بوزن محدد- تمنحك فرصة لتركز ببساطة على اختيار الكلمات الصحيحة أو التعبير عن فكرة. أيا كان نوع القصيدة التي تكتبها، يجب أن تنتبه إلى البنية الشعرية حتى تتمكن من كتابة أفضل مطلع للقصائد التي تخصك.

     

    1. ابدأ بكتابة حرة

    من الممكم أن يكون الشعر شاقاً. في أحيان، من المُعِين أن تمنح عقلك الحرية ليحلم ويهيم أثناء كتابة القصائد، واضعاً عنه إصره والأغلال المتعلقة بالقافية والأوزان والأشطر. وهنا يأتي دور الكتابة الحرة. ابدأ ببذور فكرة شِعرك؛ ربما كانت البداية صغيرة في حجم صورة أو مجرد عبارة. أرغم نفسك على أن تكتب باختصار وعلى عجل أكبر قدر من الكلمات والأفكار أو الصور التي تستطيعها دون أن تتوقف. استمر بالكتابة حتى تملأ صفحة كاملة بكتابة أفكار أو تعابير شعرية. في آخر المطاف، فإن هذا الأمر يمكنه أن يقدم لك مراناً كتابياً وبوسعه أن يولد أفكاراً لمشاريع كتابة أخرى، لكن في غالب الأحيان فإن الكتابة الحرة يمكنها أن تثمر عن بذور شعر جيد ومطلع قصيدة عظيم أيضا.

     

    1. استلهم من التجارب الشخصية.

    المطالع العظيمة تمنح القصائد قدرة على الارتباط بالقارئ عبر عواطف فورية قوية. مع هذا فمن الممكن أن تستلهم من الكتابة التجريدية العاجلة، أفضل البدايات في هذا المجال تجيء من التجارب الشخصية. جرب أن تضيف ذكرياتك الفعلية، وانطباعاتك الشخصية أو تجاربك المُعاشة في شِعرك. بدء قصيدتك بشيء شخصي وفريد متعلق بحياتك أنت سيعطي شِعرك هزّة من الأصالة والنوعية.

     

    1. اقرأ مطلع قصيدة بصوت عالٍ.

    لا يكتفي الناس بمجرد قراءة الشعر؛ فهم يروونه للآخرين. لو كنت تواجه عناءً في كتابة مطلع قصيدة جميل، فكر كيف تبدو قصيدتك عندما تُقرأ بصوت عالٍ. أفضل الأشطر في القصائد لها ميزة صوتية جذابة، وكثير من القصائد الذائعة تزاوج بين الصور الغضة والأصوات المُسعدة في مطالعها مثل تجانس حرفي الضاد والدال في قصيدة القصيبي عن جسر البحرين. ومثلا آخر في مطلع قصيدة "الغراب" لإدغار آلن بو استخدما فيها الجناس الاستهلالي ليصيغ أثر تقطيع موسيقي مُشبع تشعر به عندما تقرأ القصيدة بصوت عالٍ. يمكن لأدوات أدبية كالسجع والنغم الداخلي أن تعمل كبدايات قصائد مفعمة بالحركة والحيوية. اقرأ دائما قصائدك بصوت عالٍ لترى كيف يجري مطلع القصيدة على اللسان.

    المصدر: https://www.masterclass.com/articles/how-to-write-a-great-opening-line-for-poetry#why-is-the-opening-line-of-a-poem-important

    العودة للصفحة الرئيسية