سرد سمات الاقتدار أو القوة الذاتية كما وردت في كتابات الدكتور مصطفى حجازي عن إطلاق طاقات الحياة
أقرأ منذ فترة كتاباً صباحياً أصطحبه في السيارة عن إطلاق طاقات الحياة، وهو نمط الكتب الذي أسعى فيه لرفع الطاقة مع بداية اليوم عبر التسخين الذهني والنفسي لأداء المهمات المطلوبة في يوم العمل بالوظيفة وبالحياة عموماً، وهذ ممارسة حلوة جداً أقوم بها منذ زمن، وأستمتع بحصد ثمارها، وأجدها تحفزني أيضا للإنتاج فهأنذا أسجل بعض الأفكار المشوقة التي لامستني في الكتاب الأخير للدكتور مصطفى حجازي عن الاقتدار النفسي أو لنسميه نقاط قوة الذات فهيا غلى السرد والتوثيق المعزز. أول سمات الاقتدار تكون في الانفتاح على الجديد والبحث فيه وخوض غماره مع الانفتاح الذهني الذي يعني تقليب الأمور على وجوهها مع حب التعلم والمنظورية التي تعرف بأنها تقديم المشورة للآخرين والنظر للعالم بطرق ذات معنى للذات والغير. وتلي تلك اقتدارات الشجاعة التي تعني مواجهة التحديات وعدم التخاذل خصوصاً التمسك بالقناعات ولو تعارضت مع العرف الشائع الذي لا يجوز أن يكون ملزماً، ومن اقتدارات الشجاعة المثابرة حتى النهائية والاستقامة وتحمل المسؤولية والصدق في تقديم الذات مع الحيوية والحماسة في مقاربة الحياة اليومية بعزم. يلي هاتين السمتين سمة مهمة وهي اقتدار الحس الانساني متضمنا الحب والرقة والذكاء الاجتماعي. والتي تتحول مع الوقت إلى اقتدار الحس الاجتماعي والإنصاف في التعامل والقيادة دون سلطة حتى. يلي كلا الأمور تلك هو اقتدار الاعتدال، حيث يجيئ التسامع والرفق والتواضع والعقل والتأني والضبط الذاتي وضبط الشهوات والانفعالات. بعدها يجيئ اقتدار التسامي، التجاوز عبر تقدير الجمال والإنجاز مع الأمل وإحسان الظن وعرفان الجميل وإسباغ معنى على الحياة والوجود. وإجمالاً فإن المهم في هذه الاتقدارات أنها ليست معطيات وراثية بحتة إنما تبنى وتنمى، كل ذلك في فلك بناء الإنسان لمشروعه. وبالطبع لا يمكن بحال إغفال أثر الوراثة في الأمر. ويعزز كل ذلك عدة نقاط تتمثل في إحساس المرء بامتلاكه نواصي تلك السمات أو أنه في طريقه نحوها. وكذلك حماسه في الحديث عنها وتمتعه بمنحنى تلعم سريع تجاهها وكذلك توق للتصرف وفق ما تمليه وأهم شيء محاولة ترسيخ وعي المرء بها على النحو الذي أقوم به الآن في هذه الحديقة الرقمية. حتى أصل إلى مرحلة متقدمة من القناعة ببمارسة هذا الخصال والسمات. وأسترسل في تسجيل ونقل ما يروق من أفكار تحوم حول فكرة البقاء على السطح في بحر هائج كما يخاطب الشاعر الروسي بوشكين مركبه الصغير فوق البحر الهائج. وحتى العزوف أحيانا بحساب المخاطرة والعوائد، فالتراجع والانسحاب في وضعيات مسدودة الأفق وبلا مخارج هي دليل اقتدار انساني إذا يعني ذلك تجنب تحول المكابرة إلى عنصر ضعف تدخل المرء في مأزق تدني إدراك الواقع، يجب أن يعرف المرء متى ينسحب، وينسحب. ويخالط هذا شعور بالبدائلية بمعنى إعادة ترتيب هرمية الأهداف الكبرى، فاللبيب يعرف متى يخسر ويربح وأين كيما يربح في مجال آخر تبعا للموارد والسن والفرص والظروف كل هذا من فطنة التخلي من أجل ربح بديل وأولاً وأخيراً الهداية والقوة والتوفيق بيد الله سبحانه، نسأنه كل خير فلا حول ولا قوة لنا إلا به سبحانه والحمدلله رب العالمين دوماً من قبل ومن بعد. |