• الصفحة الرئيسية
  • عن هذا الموقع
  • ميتا
  •  

    في حوار شهير بأحد مسرحيات شكسبير، أو الشيخ زبير، وهذه الأخيرة قصة أخرى لابد أن أوردها من مكانها الذي قرأت تفسيرها فيه وعن السونيتات التي كتبها إلى جانب مسرحياته. الحوار فيه شطر رائج وهو حديث الشخصية الكئيبة في مسرحية "كما تريد" وهو أن الحياة مسرح والناس كلهم فيه ممثلون. الذي شدني في الحوار هو تقسيمات شكسبير لمراحل الإنسان، وعثرت أيضا على لوحات بديعة تشرح كل مرحلة ورأيت أن فكرة توثيقها هنا بعد ترجمة النص الأصلي.

    مسرحٌ كل هذا العالم،

    وكل الرجال فيه والنساء مجرد ممثلون؛

    لكل منهم خاتمته وافتتاحيته،

    فرجل ما له زمانه الذي يلعب فيه أدواراً متعددة،

    يبدأ وينتهي عمره بسبع أعمار.

    في البدء رضيعاً، صائحاً ومستفرغاً في ذراع حاضنته.

    ثم صبياً في الدرس مولولاً، بحيبة كتبه ووجهه المشع الصباحي، داباً كحلزون لا يرغب في أن يدرس.

    ثم حبيباً، متأوهاً مثل تنور، بأغنية شعبية حزينة مكرّسة لحاجبي عشيقته.

    ثم جندياً، ممتلئاً بالأيمان وملتحياً كفهد، غيوراً بشرف، مستوفزاً وسريعاً عند الخصومة، ساعياً لسمعة واهمة حتى لو في فم المدفع.

    ثم مستقيماً، ببطن مستديرة كديك سمين، بلحظ حاد النظرة، حافلاً بالحكمة والقول المأثور والأمثال السائرة؛ وهكذا يلعب دوره.

    في مرحلته السادسة من عمره ينتقل إلى سرواله الضيق والمزلق، بنظاراته على أنفه وحقيبته على جنبه؛ بخشمه المتهدل، متهيأً جداً، وتجاعيده المتهدلة في عالم يكاد يصغر عنه، وصوته الرجولي الضخم، ملتفتاً إلى صوت الطفولي المغني، يصفر ويصرخ بصوته.

    وآخر المشاهد كلها، والتي تختم هذا السرد التاريخي الحادث، هذا هو أرذل عمره من جديد، كأنه طفل، نسيان محض لكل شيء، لا أسنان، لا بصر، لا معنى لأي شيء.

    .

    .

    .

    .

    .

    .

    العودة للصفحة الرئيسية